12 أبريل 2010

كلّما ابتعد البحر
إلى المكي الهمّامي في عزلة الجنوب
" اللاقِـميْ "
شرابٌ عصِيْ
دمُ النخلِ، يبيضُّ من فرطِ عزلتهِ
عرقُ البسطاءْ
رحيقُ القرى
كـلّما ابتعد البحرُ عنهُ
يبوحُ بأسرارهِ للجبالِ
يقول لها :
الجنوب أسى
والشمال هوى
فتحكي له سيرة الصخرِ :
ما فعل الحب بالورد حتى تحجّـرَ
يبكي
على وردةٍ دفنتْ عطرَها في الرمالِ
ويبكي
يجففُ أحزانه في المساءْ
يغيّـر أخلاقهُ ، اللبنُ السكّريْ
إلى عرقٍ لاذعٍ
ضاربٍ في بياض سماواته
ثائرٍ، حبرُه دمهُ
عاشقٍ، وحبيبتُه تمْـرة كثـّفت ماءَ سُكّرِها
في يديهِ
يُضيءُ عروقَ الليالي ببسمتهِ
ثم يمشي نبياً إلى حلمهِ
ليخففَ أوجاعَ من عبدوا امرأةً
لن تكونْ
يـُطببُ أحزانَهم قبل أن يدفنوا وهمهم
في رمال الجنونْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق