12 أبريل 2010

أرق
أفكر أن لا أفكر
أو أتذكر حزني
أصفـّي دمي من كلامٍ
تخمـّر في جرة الوقتِ
للآخرين فمٌ، لا تعبـّر عنّي

أكون أنا،عالقاً في المرايا
أكون هناك .. أكون هنا
وانعكاسي ظلال الخطايا..
أكون بما بصـّرتني به هبة الشعر
كـَوْني
مداد المعاني الذي سفحته
القوارير لوْني
وسرّي نداءٌ من الغيبِ
( يأخذني للبعيد، إلى ما وراء السماواتِ
حيث المكان مليء بلا شيءَ
حيث الزمان فراغُ )
نداءٌ يدربني للجنونِ
ضلالٌ/ إلهٌ
يقول
لأبنائه: اُصلبوني
خرابٌ/ بلادٌ
تقول لأحفادها: اِحملوني
أفكـّر أن لا أفكر
أو أتذكر حزني
أفتش عمّا أقول، وكيف أقول
و لا لغةٌ تحتوي ما يمور
بذهني
أفكر في النرجسة
فتاةٌ يفوح بأهدابها الحبّ والغطرسة
تكابر أيامها
وتسير بفائض درّاقها
نحو هاوية الغيب مستأنسة
أفكر أن لا أفكر
في خفقان فؤادي:
رهيفٌ، شفيفٌ، عطوفٌ، شغوفٌ، ألوفٌ
يسبح باسمك يا قـِبلتي وبلادي
أفكر في خفقان فؤادي.
أفكر في أصل مائي
أجئت من الملح؟
من أي بحر إذن؟
وكيف انتهيت كحفرية
في رمال الصحاري؟
وأين سيحملني عنفواني؟
وماذا عليّ؟ وماذا لديّ؟
وهل؟ مَن؟ متى؟
لوّحتني المسافةُ
والوقت دائي.
أفكر أن لا أفكر
في أصل مائي. أفكر أن لا أفكر
في الأصدقاءْ
رفاقٌ يدسّون أحلامهم
في غيوم السجائرِ
يستعذبون النبيذ اللذيذَ
ويعطون ما يملكون لعابرةٍ
ليس في وسعهم غير أقلامهم
يكتبون نبوءاتهم لغدٍ لا يجيء
ويمضون في حزنهم
وحذاؤهم الكبرياءْ
أفكر
في الأصدقاءْ.
أفكر
في الحقلِ، في النملِ، في النسلِ
فيما فعلت وما سوف أفعلُ
فيمن يربي الحنين ومن يذبحون الحمامْ
أفكر..
أحصي خراف الظلامْ
لعلّي
لعلـّي أنامْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق