12 مارس 2010

غيابات
(الناس في غفلة فإذا ماتوا انتبهوا)
بينما كنتُ ببطنِ الغيبِ
ناداني ضمير الكونِ
" لا تأخذ من الوردةِ إلاّ عطرها "
وغفلتُ
وإذا بي أقطفُ اللونَ
أُعرّي بتلاتِ الحبِّ
أُصليها جحيمَ الشبق المسعورِ
حتى صارت الوردةُ في كفيّ
كأساً
تقطرُ العزلة منها
تتناسى في الليالي عمرها
فسكرتُ
وإذا بي قد تربعتُ على عرش الكلامِ الهشِّ
ظلاً
يخلقُ الأوهام من ثرثرة الخمرِ
ويلقيها على قارعة الليلِ
ليستجدي انفعالاتِ وجوهٍ
غارقاتٍ في غيابات المعاني
و دمي يصرخ:
" كالبحر هي الخمرةُ
ما أوغلت فيها لستَ تدري غورها
لا تثق إلاّ بأحزانك
فالخمرةُ أنثى
ليس تعطي ( غير من تسقيه جهراً) سرّها
فغفوتُ
و رأيتُ الناس أشباحاً
إلى هاويةِ الموت يسيرونَ
فُرادى
يسرقون اللحظةَ العذراءَ
من فكَّ الليالي
و يعودونَ إلى أوهامهم
يبنون ـ مثلي ـ قصرها
و انتبهتُ

جسداً في تربةِ النسيانِ

ينحلُّ
و روحاً في فراغِ الوقتِ
تندسّ
أنا
لا راغبٌ .. لا راهبٌ
بل عالقٌ في الموتِ
لا صوتٌ بأعماقي سوى الذكرى
كأني لم أذقْ
من خمرةِ الوردةِ
يوماً
ثلجها أو جمرها

خميس قلم 12ديسمبر2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق