30 أغسطس 2010

صوت الأعماق
وسط كلّ هذه الجلبة، وذلك الصخب، المنبعثان من الذبذبات والترددات التي تجتاح العالم، يكاد يغيب صوت الأعماق، صوت الأنا، الأنا العالقة بين نمرة الشهوة الشرهة، وتمثال المثل الأعلى، صوت غامض، رقراق وبراق، هادئ وصارم، يفضح الذات ويعرّيها، إنه صوت الحكمة. أقف أمام مرآة خلوتي، أركّـز على بؤبؤ انعكاسي؛ لأستجلب ذلك الكائن الحكيم الرابض قي قرارة النفس، أناديه؛ فيسألني: من أنت؟ ماذا تريد؟ وماذا بك يُـراد؟... أضطرب لسؤلاته، وامتلئ بالحيرة، أشعر لحظتئذٍ بضياع فادح، ثم أتوسل إليه ليرشدني إليّ؛ فيوحي لي بقطيع من الكلمات الغامضة، والإيقاع المتوحش؛ لأدخل فيما يشبه غيبوبة التنـزّل، وحين أصحو، أرى ذاتي قد تكثفت على الورق، وتقمصها الحبر... ها قد وُلدتْ قصيدة. إنّ صوتي الداخلي هو الشعر، وأنا أبداً أتبعه، أتبعه إلى ما وراء المعنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق