17 أبريل 2010

مازال تسكنه الخيام

"عندما أرجع بالشمس
إلى أمي
سألقيها عليها
علها ترتد من بعدُ
شبابا
وأنا أرتدُّ طفلا
في يديها.." .
.
ونحن أيها الشاعر المتمرد على سطور الخيام.. الساكن بين خيوطها ،، علنا يوما إذا قرأناكَ.. قرأنا الصحراء في غبة كون.. أو كأننا.. ** ** افتتاحية مهداةٌ إليها .. إلى الكون المخلوق على هيئة ( أم ) يستقبلنا ضوء يتسلل من بين خيوط الخيام للشاعر العماني / الإماراتي الشاب خميس قلم... الذي افتتح مشواره الأزلي / الأبدي الشعري في باقة ديوانه الأول ( مازال تسكنه الخيام) الصادر عن دار الانتشار العربي – بيروت لبنان ، إذ يتسطر في قصائده وهج بدوي خالص الفضة /عميق النبع / أصيل النياق.. فكأن أوتاد الخيام تتشبث بنا في تربتنا الصحراوية المتفككة .. تماما كقبائلنا المتفككة.. وكأنه حين يمارس طقوس البدوي يرتقي بنا أسما من شموخ النخيل.. وأجذر من جموح الصهيل.. إلى حداثية واضحة كبناياتنا الشاهقة .. التي يسكنها أناس لم يذوقوا طعم التمدن إلا أياما معدودة.. فهو هنا في حداثيته الأصيلة.. تسكنه خيامٌ نسجتها أمهاتنا من حرير الماضي.. لتعلق في قلوبنا ونحن في بروجنا المشيدة.. وفي دخولنا للديوان.. يصدمنا (الخروج) .. إذ يبدأ الدخول بقصيدة ( خروج) وهو ذكاء شاعر يلهمه حدسه أن ثمة من سيفهم معنى الخروج في بوابة الدخول.. تماما كما خرجت أعرابنا من بوابة الدخول........... خا رجين ( خا سرين) ! ثم تأتي القصائد (نحن – عشبة الذاكرة – بوذا – انتظار – غضبة الصحراء.. ناي البدوي الغواص – في القلب متسع – حزينة – المرجو – غياب – قرابين – من سيرة مجنون الرمضاء " بكائية / حلم / من ماء الروح / التي في عبادتها / كما شاءت النرجسات" ) وكما يشاء هو أن يمزجنا برائحة رطوبة البحر وجفاف الصحراء وحداثية الشكل الشعري، فإنه يسطر لنا واقعا نعيشه في أعماقنا لا ينسلخ عنا في حداثية المظهر .. وتقليدية التكوين.. مازال تسكنه الخيام.. الديوان الأول للشاعر ( خميس قلم) صوت من أعماق عمان.. يصرخ في قلوبنا... أين نحن في الحقيقة؟ عناقيد الأدب/ العدد
بقلم الكاتب : عناقيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق