المـرثيــة الأخــيرة
أربو كأيامي، بلا معنى
بلا خجلٍ من الآتي
ولا ندمٍ من الماضي
وذاكرتي الخرابُ.
أنا آكِلُ الأثداءِ، مصاصُ الدماءِ
سليلُ آلهة الحروبِ
أنا الضياعُ، أنا العذابُ.
وطني القبور، على شواهدها
مجدي
وتحت ترابها عرشي
وأوسمتي الجماجمُ والعظامُ.
جُندي الجرادُ
أبُثّها في خضرة الأيامِ
والغربان من رسلي
وآثاري رمادٌ وانتقامُ.
في النار في الإعصارِ
في العنب اللذيذِ
وفي الحديد، وكلِّ شيءٍ
كامنٌ بطشي
وأنفذ من مسام الوقتِ
أخطف مَن أشاءُ
بمخلبيّ
ولا أنامُ.
ضاقت سماءٌ عن معانيها
فجاءت بي
لأزرع في قلوب الأمهاتِ
وساوسَ الليلِ الثقيلةَ
أو لأحصدَ خيبة الأحلامِ
من أطفالهنّ..
وجئتكم
أنتم طرائد أسهمي
وأنا، أنا قوسُ المشيئةِ
ما لكم عني حجابُ.
وحدي انتزعتُ
بقسوتي
من تربة الأرضِ الجبانةِ
قبضةً
لتكون لحماً راكباً في ظهرها،
وعلى مناكبها
هو الإنسانُ نابُ.
يا لابسي الأكفانَ
فخري أنني غيبتُكُمْ
عن جوعكمْ
عن جهلكمْ
عن خوفكمْ
عن حزنكمْ
أدخلتكم بوابة النسيانِ
فالتمسوا لأنفسكم
خلوداً زائفاً
فيما يغادركم من الأسماءِ والأشياءِ
إنّ مصيركم عندي ظلامُ.
والآن أجثو باكياً
وحدي أمام اللهِ:
أتممت المهمة "
أيها الجبارُ
لكنْ
كلّ مَنْ غيّبتهم في الأرض
قد حضروا هنا
وعيونهم نحوي ضباعٌ
أيها الجبارُ..
آبُ
الآن أُذبحُ
بين نارِ الإثمِ والفردوسِ
من غيبتهم حضروا هنا
وأنا الغيابُ
أنا الغيابُ
أنا ا ل غ ي ا بُ
خميس قلم